
هاجمت أسراب كبيرة من حشرات الصراصير الحرم المكي الشريف ومناطق أخرى في مكة المكرمة وخارجها خلال اليومين الماضيين، ملحقة الأذى بالمصلين في الحرم الذين تخوفوا من أعدادها الكبيرة.
وتتكاثر هذه الحشرات في أجواء بيئية غير صحية، مثل تلك المستنقعات والمجاري المنتشرة في الأحياء المجاورة للحرم المكي الشريف. وقد ساهم الفشل في تطوير أنظمة الصرف الصحي في مكة المكرمة وخاصة في الحرم المكي في تكاثر هذه المخاطر والحشرات المؤذية. وقد بلغت أسراب الصراصير من كثرتها أن تغزو مناطق أخرى في المملكة العربية السعودية.
#صراصير_الحرم
هل هذا نذيرٌ من الله ونحن في غفله!!
بعد اقامة حفلات راس السنة بمنطقة بالقرب من قبر الرسول
صراصير الليل في الحرم المكي وبعض المناطق حول مكه وكذلك الجراد الذي انتشر في البلاد
{فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ايات مفصلات}!!! pic.twitter.com/g3YVN2lNm7— ياسمينآآ.❀♬? (@yasmeena_arafat) January 8, 2019
إن انتشار هذه الحشرات ما هو إلا آيات من الله عز وجل ونذر غضب لفساد حل أو خير انقطع في الحرم المكي، وقال الله تعالى: ” وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ” وقال عن بني إسرائيل ” فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ”.
ورغم تحذيرات الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين من الفشل الذريع والفساد المستشري في إدارة العاصمة المقدسة وخاصة ما يتعلق في الحرم المكي على وجه الخصوص؛ فقد منع الفساد استباق هذه الأحداث بالإصلاحات المطلوبة.
ولا يقف الفشل والفساد عند الصرف الصحي في الحرم بل حتى في الأودية المنتشرة في مكة المكرمة والتي تترك نهبا للشركات ورجال الأعمال الذين يرمون فيها مخلفات البناء وغيرها ما يؤثر على مسار مياه الامطار ويعتبر بيئة خصبة لتكاثر الأوبئة والحشرات مثل الصراصير.
وانتظرت السلطات السعودية ممثلة في أمانة العاصمة المقدسة حتى تغزو أسراب الصراصير الحرم المكي وانتشرت الفيديوهات لها في مواقع التواصل الاجتماعي حتى تعلن أنها ستحارب الحشرات في كل أنحاء مكة، وترسل الموظفين لرشها بالمبيدات الحشرية في قنوات الصرف الصحي. وأعلنت انها نشرت 22 فرقة مكونة من 138 فردا و111 جهاز مكافحة الحشرات، وفق ما أعلن أمين العاصمة المقدسة، المهندس محمد بن عبدالله القويحص.
وقالت أمانة العاصمة المقدسة في بيان صحفي إنه تم توجيه كافة الفرق المختصة للعمل على سرعة القضاء على حشرة صراصير الليل حول ساحات الحرم. وجاء نص البيان كالتالي: إشارة إلى مقاطع الفيديو المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي والتي توضح انتشار الحشرات في الساحات المحيطة بالحرم المكي الشريف فتود أمانة العاصمة المقدسة أن توضح أن هذه الحشرة تسمى الجنادب السوداء ( الجداجد ) أو ما يسمى صرار الليل من الحشرات المهاجرة وقد تم توجيه كافة الفرق المتخصصة للعمل في المكافحة للقضاء على هذه الحشرات.
وأضاف” البيان” تم إرسال 22 فرقة مكونة من (138) فرد و ( 111) جهاز مكافحة وقد تم التركيز على مواقع توالدها وتكاثرها بغرف تفتيش الصرف الصحي ومناهل مياه الصرف المكشوفة حول ساحات الحرم المكي الشريف دورات المياه المحيطة بالساحات ( بمنطقة القشاشية). وتابع: نتيجة التنسيق مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي فقد تم تسخير كافة الجهود والطاقات والإمكانيات المتوفرة لدى أمانة العاصمة المقدسة لسرعة القضاء على هذه الحشرات حرصا على راحة وسلامة ضيوف بيت الله الحرام .
صراصير وخنافس في الحرم المكي
إلى أين وصل الحال بالاماكن المقدسه ؟ pic.twitter.com/ej39rgoqQy— بوح الصمت (@alfajer60) January 7, 2019
ولا يدع بيان العاصمة المقدسة مجالا للشك على الفشل الإداري الذريع الذي هيئة كل الأسباب لوقوع المشكلة ثم اضطر لمحاولة علاجها بعد أن اشتكى منها ضيوف الرحمن وانتشرت الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وترى الهيئة العالمية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين أن غزو الصراصير هي رسالة أولى ونتيجة بسيطة للفشل والفساد المستشري في إدارة الحرمين والعاصمة المقدسة، والذي ينذر بمشاكل أكبر وأعظم، قد تؤثر بشكل جلي على قدرة المسلمين أداء العبادات والمناسك في الحرم المكي، خاصة لجهة الفشل في إدارة نظام الصرف الصحي.
مشاهد الصراصير في مكة و الحرم المكي مخيفة للامانه ، لم اشاهد مثلها الا في أفلام الرعب الامريكية ..
كأنها لعنة الهية على بلد الفسوق والاجرام..#السعودية pic.twitter.com/6SdkUOYlgV
— مجتهد (@mejtahidd) January 8, 2019
وتدعو الهيئة العالمية السلطات السعودية للاستعانة الفورية بخبراء البيئة المسلمين ومختصي مكافحة الحشرات ومراجعة نظام الصرف الصحي في العاصمة المقدسة. كما تطالب الهيئة بإشراك الخبراء المسلمين في إدارة الحرمين الشريفين بشكل دائم في محاولة لاصلاح المشاكل المستعصية في إدارة الحرمين الذين يعدان أقدس بقاع الأرض للمسلمين في العالم أجمع.
إن تجاهل السلطات السعودية لدعوات المنظمات والهيئات الإسلامية في العالم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في الحرم المكي ينذر بخطر محدق ويتطلب من الدول الإسلامية سرعة الاستجابة والضغط على السلطات السعودية لحل المشكلة.